مسرح | سينما | دراما | مع الصحافة والنقاد | قول على قول | قيل في اسعد | قراءات | معلومات شخصية | صور شخصية | الاتصال بي


أسعد فضة.. أيقونة الدراما السورية وكنزها الدفين

 

من آباء الفن السوري ومن أيقوناته الرائدة والمؤسسة، فأسعد فضة منذ دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة قسم الإخراج والتمثيل، كان من الواضح أنه يختط طريقه الخاص بإصرار وثقة وحضور مختلف كثيراً عن مجايليه، فقد عمل مباشرة في الإخراج والتمثيل كما دخل مجال التعليم في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وأصبح مديراً للمسرح القومي، ليبدأ  في الوقت نفسه إنتاجه الكبير من الأعمال الإبداعية في المسرح والتلفزيون والسينما  والإذاعة، وربما كان من أهم الفنانين الذين جمعوا الإنتاج الوفير مع الإبداع المرتفع في جميع الأعمال التي شارك فيها، فأسعد فضة كان دائماً صاحب تلك (الكاريزما) النادرة التي قلما تجتمع في شخص وربما كان لذلك كله الدور الأبرز في بلورة أعمال فضة وتركيزها بحيث لا نعثر إلا على الاختلاف والإضافة المتجددة في كل مرة.

أخرج أسعد فضة الكثير من الأعمال المسرحية، فتحضر هنا أسماء أعمال عالمية شهيرة ومحلية يذكرها المتابعون جيداً مثل: (الأخوة كارمازوف، دون جوان، لكل حقيقته، عرس الدم، دخان الأقبية، التنين، السيل، الملك العاري، السعد، أيام سلمون، سهرة مع أبي خليل القباني، دمشق انتظرناك والحب جاء، سيزيف الأندلسي، الملك هو الملك، المفتاح، رقصة التانغو، حرم سعادة الوزير، عيد الشحادين، براويظ، حكاية بلا نهاية، حكايات ريفية، مغامرة رأس المملوك جابر، السعد)..

أما في مجال التمثيل فتكبر قائمة مشاركاته المسرحية وكذلك التلفزيونية، وعدا عن أعماله الفنية التي يمكن أن يحكى عنها الكثير، فقد كان فضة على الدوام صاحب نظرة نقدية يمكن أن تكون بوصلة توجيهية لأعمال الدراما السورية، خاصة في المواسم التي ترتفع فيها نسبة أنواع معينة على حساب أعمال أخرى، فهو من جانب رؤيته للدراما التاريخية، يؤكد على ضرورة وجودها على المشهد الدرامي السوري الذي اشتهر بهذا النوع من الأعمال، وهو يؤكد بهذا الصدد على ضرورة ربط الماضي مع الحاضر بحيث لا يحدث نوع من القطع الثقافي أو الفني بالنسبة للجيل الجديد الذي يتابع الدراما بكل شغف وشوق..

يقول فضة: (التاريخ أبو الحاضر وأبو الحاضر ابن التاريخ.. كل شيء اليوم هو نتيجة لماضٍ مهما كان بعيداً.. أي عمل تاريخي سيرى الجمهور أنه يتعلق بالحاضر ويتحدث عما يحدث اليوم). اشتهر أسعد فضة بأداء أدوار صعبة ومهمة في تاريخه الفني، تلك الأدوار التي أقبل عليها دون تفكير نظراً لمكانتها الثقافية وضرورات تدوينها في الذاكرة البصرية والفنية للأمة.. يقول حيال ذلك: ( أعتز بأن أكون في مسلسلات تروي حياة أساطير هذه الأمة.. فمثلاً ليس من السهل أن تكون في الدراما (توفيق القباني) والد الشاعر الراحل نزار قباني، لكن عندما عرض علي الأمر لم أفكر كثيراً وقبلت بذلك، وأعترف بأني اعتمدت على مخزون كبير لدي في تنفيذ أدوار صعبة كهذه.. والأمر لا يختلف كثيراً حيث عن دوري في مسلسل عن محمود درويش فهو مدعاة اعتزاز أيضاً).

 

 المتابع الجيد لأعمال فضة، يكتشف مقدرته الكبيرة على الارتقاء بالدور والقيام بوضع لمساته الخاصة على جميع التفاصيل الخاصة بالشخصية، فخلاصات الخبرة والتجربة وخوض مختلف الميادين الإبداعية جعل الفنان فضة يمتلك تلك الفرادة والخصوصية القادرة على عبور مشقات الأدوار وبلورتها بشكل مختلف وجديد كل مرة، تلك التجربة التي دفعت الجميع لأن يعتبر فضة من مرجعيات الفن السوري والعربي بشكل عام.