طوال سبعة وثلاثين عاما قضاها الفنان السوري الكبير أسعد فضة في عالم الفن و حافظ على تجدده و نشاطه , عرفناه صاحب موهبة متجددة مكنته من أداء عشرات الادوار التاريخية و الاجتماعية و الكوميدية , و التي كان آخرها تجسيده لدور ابن الوهاج في " البواسل " و يعترف أسعد فضة ان اشتراكه في مسلسل البواسل انما يأتي استكمالا لسلسة أحبها الجمهور , و لكنها لا تضيف شيئا الى رصيده الفني . حول عدة قضايا راهنة تدخل في صميم الحياة الابداعية في عالم الفن دار حوارنا الآتي معه .. يقول الفنان أسعد مشاركتي في البواسل لم تضف شيئا جديدا على صعيد تجربتي كممثل , و أعدها استكمالا لشخصية أحبها الناس و تشوقوا لرؤيتها , و هذا يحدث معي ومع من سواي من الممثلين . لماذا تقبل الاشتراك في مسلسلات لا تضيف جديدا الى تجربتك ؟ احيانا يجبر أحدنا على الاشتراك في أعمال لا يرى فيها جديدا على صعيد تجربته الإبداعية , إذ لابد للممثل في عصر الثقافة الاستهلاكية من الظهور المستمر كي يثبت حضوره باستمرار , أما في حالة "البواسل " فهي خاصة و مرهونة باستكمال شخصية في أجزاء تالية . ماذا تسمي هذه الحالة , هل هي الضعف في مواجهة الشهرة التي منحها لك التلفزيون ؟ لست ضعيفا أمام التلفزيون , لقد أخذت ما يكفيني من الشهرة كممثل , فأنا لا أمثل أي دور من دون أن أبذل فيه جهدا كبيرا و الآن وبعد سبعة و ثلاثين عامآ من دخولي عالم الفن لن أجد صعوبة في الاعتزال إذا شعرت بأنني لن أحظى بأدوار ترضيني . أي الأدوار أحب الى قلبك , التاريخية أم الاجتماعية ؟ لكل من المسلسلات التاريخية و الاجتماعية أجواؤها الخاصة , و لكن ربما كنت ميالآ الى الأدوار التاريخية بسبب حبي الشديد للغة العربية الفصحى , والتي زاد حبي لها عملي المستمر في المسرح. بمناسبة الحديث عن المسرح , لماذا لم نرك منذ 15 عاما على الخشبة ؟ لقد درست الإخراج المسرحي في القاهرة و منذ عام 1963 و أنا شديد القرب من عوالم المسرح , و بوصفي مديرا لدائرة المسارح و الموسيقا في وزارة الثقافة السورية , فأنا شديد الاطلاع على الحالة المسرحية في العالم العربي و شديد القرب منها . ثم إنني قريب من المسرح العالمي , إذ لا أترك مهرجانا إلا و أشاهد كل فعالياته , ربما أنا مقصر تجاه المسرح و أنا متشوق للعمل فيه كممثل و ربما يكون ذلك عبر المونودراما التي أعشقها كثيرا معروف أنك بدأت كممثل كوميدي على المسرح ؟ نعم , و قد عملت مع كبار السوريين , و على رأسهم عبد اللطيف فتحي , و الكوميديا تجري في دمي , إذ أحس أن بداخلي شخصا ساحرا تغريه أدوار الكوميديا يقول الفنان نور الشريف انه يخشى على الدراما السورية من الغرق في متاهة الصورة , ماذا تقول ؟ لما يقوله الفنان نور الشريف الكثير من المبررات , لم أسمع أو أقرأ ما قاله لكنني اعتقد بأنه فنان كبير و تتصف آراؤه بالموضوعية , و باعتقادي أن العمل التلفزيوني الناجح ليس صورة و حسب , بل لابد من مقولة عظيمة تبرر لنا انتاج و تمثيل هذا العمل او ذاك و هل تعتقد بأن الفنتازيا التاريخية تملك مواصفات العمل التلفزيوني الناجح ؟ لست مع الأجزاء في المسلسلات التلفزيونية و لهذا أعتقد أن " الجوارح" كان أهم مسلسلات الفانتازيا التاريخية , مع أنني لا أذم الأجزاء الأخرى و لكن العادة في المسلسلات ذات الأجزاء أن يكون الجزء الأول أهم من الثاني و الثاني أهم من الثالث , قد أفهم وجوب وجود جزء ثان من مسلسل تاريخي مهم أما وجود جزء ثان من مسلسلات من نوع مختلف فهذا لا أفهمه . على الرغم من إعجابي بالعين الذهبية لمخرجنا نجدت أنزور . بماذا تشبهك شخصية ابن الوهاج ؟ بصلابتها , ولكنني أرفض أن أكون مثله , تعميني ثقتي بنفسي , إنه مغرور وهو ما سبب له كل مشكلاته بموت ثلاثة من أبنائه . برأيك النجاح الذي تعيشه الدراما السورية حاليا موجة و ستزول ؟ لا ليس موجة بل نتيجة عوامل سببت هذا النجاح الذي جاء بالأساس اعتمادا على جهد و تضحية الفنان السوري , فنحن نضحي بأجرنا و تعبنا مقابل تقديم أعمال جيدة , ولا ادري الى متى سيظل الفنان السوري يضحي من دون وجود جهة تدعم الدراما السورية بعدك جاء جيل من الفنانين و أثبت وجوده من الفنان الذي تتوسم فيه النجاح ؟ كل جيل يفرز أبطاله حتما من دون أن أسمي اسماء . كيف تقضي أوقات فراغك ؟ في القراءة , حتى في أثناء السفر لا أترك الكتاب من يدي . أخيرا كيف تقيم الدور الذي يلعبه اتحاد الفنانين العرب المجمد فعليا وواقعيا ؟ نشاطه واضح وهو ليس مجمدا , و أعتقد بأنه مكسب كبير للفنانين العرب , وإن قلًت نشاطاته |