كلمة من الأعماق تابع جمهور المسرح في البحرين مسرحية (السعد) التي قدمها بنجاح مسرح الجزيرة.. والتي جاء نجاحها نتيجة تضافر الجهور.. والإخلاص والوفاء للعمل، والصدق في النية.. وشعر الجميع بالارتياح وهم يرون الحركة المسرحية تنشط من جديد وتسلك طريقاً هو سبيلها إلى التقدم المنشود.. إنها ومن غير محاباة تفتح أبوابها للمواهب الشابة والكوادر الفنية القادرة على تقديم العطاء.. ومن ثم فقد أصبح الفن المسرحي في بلادنا يهدف إلى غاية ورسالة.. ولا أعني أنه لم يكن صاحب رسالة في الماضي.. بل أعني أنه نهض برسالته وسعا بأهدافها إلى الغاية المرجوة. إن القيادات المسرحية بوعيها وإدراكها للرسالة الفنية الحقّة – وهي تسعى جادة ومخلصة في توحيد جهودها وأهدافها – إنما تسلك طريقاً إيجابياً هاماً في تصحيح اتجاهات الحركة المسرحية.. فهو فضلاً عن أنه عامل يحسب حسابه بين عوامل الكشف عن روح الفنان الحقيقية في بلادنا.. ومحاولة نقل هذه الروح وتصويرها على خشبة المسرح (روح العائلة والأسرة الواحدة).. هذه الناحية يجب أن نوظفها ونستغلها في خدمة وخلق حركة مسرحية عارمة.. تكون في ذاتها إحدى الوسائل الهامة لخدمة هذا الوطن. إن العمل المسرحي الذي قدمه مسرح الجزيرة لجمهور المسرح في البحرين.. والذي صفق له الجميع بحرارة.. يعتبر خطوة على طريق تطوير مسرحنا المحلي والنهوض به.. وإن التعاون الذي قام به الفنانان عبد الله وليد ومحمد البهدهي من مسرح أوال مع زملائهما من مسرح الجزيرة لهو أصدق صورة في إبراز روح التعاون الذي يهدف إليه شباب هذين المسرحين الرائدين في هذا البلد.. وإن مثل هذا النجاح في خلق التعاون ليحفزنا إلى مزيد من التكاتف والتعاون الفني من أجل رفعة المسرح والنهوض به.. فأمانة الالتزام برسالة العمل المفني وأهدافه تفرض علينا أن نزيد من حجم التعاون بيننا، وأن نمد جسراً للتقارب.. وتبادل الخبرات واشتراك الكوادر جنباً إلى جنب.. لما فيه خير العمل المسرحي.. وقد جاءت مسرحية (السعد) تترجم النظرية إلى واقع وتثبت صدقها وإخلاصها.. بتقديم عمل ناجح يعتز به جمهور المسرح والقائمون عليه من مسئولين وإداريين وفنانين.. مما يشجع على السير قدماً نحو الأفضل، في سبيل تنشيط الحركة المسرحية والارتفاع بها إلى قمة العطاء.. إن شرف العمل المسرحي يفرض على جميع من يهمهم الأمر في هذا القطاع الفني الهام أن يجندوا كل الطاقات للنهوض بهذا المسرح.. وإظهاره بالمظهر المشرف.. وإن تاريخ الحركة المسرحية في هذا البلد يشهد بطاقاته وكوادره الفنية المختلفة بالأصالة والصدق والتضحية.. أملاً أن يكون هذا التعاون القائم بين مسرحي الجزيرة وأوال.. بداية طيبة.. وخطوة جادة لخطوات أكبر وأشمل في الأعمال المسرحية القادمة.. والكفيلة بإعطاء حركتنا المسرحية دفعة جديدة إلى الأمام لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً...! جلال الحلواجي. |