مسرح | سينما | دراما | مع الصحافة والنقاد | قول على قول | قيل في اسعد | قراءات | معلومات شخصية | صور شخصية | الاتصال بي


عمل فني متكامل للمسرح السوري

إنتقاد سياسي واجتماعي للواقع.. في قالب تاريخي

مخرج المسرحية أسعد فضة.. بطلها الحقيقي

 

مسرحية (سهرة مع أبي خليل القباني) هي أول العروض التي يقدمها المسرح القومي السوري على مسرح المعاهد الخاصة. والمسرحية تقع أحداثها منذ مائة عام في دمشق، عندما كان أبو خليل القباني رائد المسرح السوري.

والمسرحية من تأليف سعد الله ونوس الذي شهدت له الكويب مسرحية (رأس المملوك) وله أيضاً مسرحية (القيل يا ملك الزمان) وبذلك وضع سعد الله ونوس نفسه في إطار المؤلف الذي يستلهم أفكار مسرحياته من التراث والتاريخ الإسلامي، ويسقط ذلك على واقعنا المعاصر. وتتميز مثل هذه النصوص بأن المؤلف يستطيع من خلالها أن يقول بصدق وصراحة ما يريد أن يقول من خلال أحداث التاريخ، دون أن يجد صعوبة في التعبير عنه بصورة مباشرة بالنسبة لحياتنا وواقعنا المعاصر.

لذلك مسرحية (سهرة مع أبي خليل القباني) اتخذت عدة أبعاد ومستويات على خشبة المسرح الواحد.

·        البعد الأول.. هو خشبة مسرح خليل القباني، وكيف بدا هذا الفن في قصور الوجهاء والعظماء من أهل دمشق، ثم نزل إلى أبناء الشعب الذي يستقبل كل ما هو جديد على حياته بشعور يتباين بين الرفض والتأييد..

ومن خلال مسرح القباني تطرق النص إلى تاريخ هارون الرشيد وقصة حبه مع جاريته قوت القلوب.. والجملة المضيئة في هذا البعد التاريخي هو تعرية وكشف لهو الحكام في جريهم وراء متعتهم وبعدهم عن الاهتمام بأمور الدولة والدين. ومع البعد الأول قام المؤلف بالتعريف بحياة أبي خليل القباني ومعاناته مع عصره وأهل وطنه والمحيطين به من المعاصرين لنشأة المسرح السوري المعاصر في دمشق.

·        البعد الثاني هو (الرعية) مع التعرض لحياتهم واهتماماتهم وأفكارهم وسلوكهم. وقد انقسم هذا البعد إلى مشهدين: مع مشهد الشباب وروح الثورة في داخله في مرحلة مخاض للتخلص من الحكم العثماني، والجدل والنقاش الدائر حول الأفكار المطروحة في ذلك الوقت.

العرب والقومية العربية.. الخلافة الإسلامية والدولة العثمانية.. الحرب مع روسيا القيصرية.. طبع منشورات! والمشهد الثاني هو رجال الدين وموقفهم  من أحداث عصرهم وتركز اهتمامات بعضهم بالمظهر الديني دون الفكر الديني وجوهره.

·        أما البعد الثالث على خشبة المسرح فكانت لعبة توالي الولاة على ولاية الشام، حتى بلغ عددهم أحد عشر والياً في ثمان سنوات. ثم جاء مدحت باشا لتميز عصره بالإصلاح الاجتماعي، وهنا يحدد المؤلف رأيه في الدولة العثمانية بأنها فترة استعمار للدول العربية..

·        والبعد الرابع والأخير هو الدور الذي قام به الممثل ياسين بقوش منذ دخوله إلى المسرح بين صفوف الجماهير منادياً وداعياً لجوقة أبي خليل القباني، ثم دور الراوي لأحداث النصر وقيامه باستقبال الولاة وأخيراً مخاطبته لجمهور المسرح وانفعاله مع الناس حتى (تسقط) عليهم الأحداث ارتباطاً بواقعهم  وحياتهم المعاصرة.

وأخيراً تنتهي المسرحية برحيل أبي خليل القباني إلى مصر، حيث الأرض أكثر رحابة وأكثر استعداداً لتقبل مسرحه.

 

المخرج المتمرس:

المخرج أسعد فضة هو البطل الحقيقي للمسرحية. فمع وجود الأبعاد الأربعة المختلفة للمسرحية على خشبة المسرح الواحد، إلا أنه استطاع أن ينتقل بينها دون افتعال أو تفكك، وجاء النقل سهلاً وبسيطاً، مستخدماً بذلك الأضواء الكاشفة.

أيضاً استطاع تطويع الموسيقى التصويرية في تعميق ما أراد أن يقوله من خلال النص. والمعروف أن المخرج أسعد فضة هو مدير عام الفرق المسرحية والموسيقية بوزارة الثقافة السورية،  وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة.