مسرح | سينما | دراما | مع الصحافة والنقاد | قول على قول | قيل في اسعد | قراءات | معلومات شخصية | صور شخصية | الاتصال بي


الأخوة كارامازوف .. والتلفزيون

بقلم عبد لله الجندي

شاهدت مسرحية ( الأخوة كرامازوف ) المترجمة عن مسرحية  فرنسية أخذت عن رواية دوستويفسكي العظيم, والتي لها نفس الاسم ..

ولا شك أن المسرحية التي لا تصل في روعتها حد الرواية الأصلية, كما أن الفيلم الذي أخذ عن نفس الرواية, رغم عظمته كفيلم كان يعد مسخا إذا ما قيس بالرواية نفسها .

ولكن ما ملأني سرورا هو حضوري لهذه المسرحية في بلدنا, إن اقدام فرقة المسرح القومي على تمثيلها هو بحد ذاته مغامرة جريئة, ذات دلالة عظيمة .

فكيف, وقد شاهدنا تمثيلا كان في أغلب المسرحية تمثيلا بالفعل ؟!.

قد يجد الناقد المدقق ألف نقص, في الإخراج والديكور والتمثيل حتى في فهم الشخصيات, والمسرحية أحيانا .

ولكن, من ينظر إلى ظروف بلدنا من هذه الناحية بالذات .. ومن يعرف أن الفرقة ما تزال نسبيا في بدء نهضتها يشعر بشيء من الاعتزاز بالمسرح في بلدنا ..

لقد بذل المخرج والممثلون وكل من ساهم في صنع هذه المسرحية جهدا جبارا ليقدموا إلينا وربما لأول مرة عملا ثقافيا محترما .

والذي يعجب, أن جمهورنا لم يخيب الأمل, فقد امتلأت وفي كل الحفلات مقاعد المسرح بالمشاهدين .. وكانوا على مستوى الجو المسرحي بلا شك .

إن دولة ليس فيها نهضة مسرحية لا تسمى دولة هذه فكرة معروفة كثيرا .. وبوسعي أن أتفاءل من خلال ما رأيت .. بل إنني أشد على يد أعضاء الفرقة القومية مهنئا ومن كل قلبي .

مرة أخرى أود أن أتحدث عن واحدة من أجهزة اعلامنا, وهو التلفزيون, ولست أدري من أجرح بصراحتي اليوم .. لقد ظللت ساكتا عنه شهورا طويلة, على أمل أن يتغير أو يتطور, وبما أن الكثير يعدونني ظالما مسؤولا عن بعض ما فيه, فلا بد من نقده, حتى لو أصابني شيء من التهمة .

ما هو الانطباع الذي يأخذه إنسان يعود إلى بلدنا بعد سفر سنة, ويشاهد برنامج أسبوع في تلفزيوننا, وقد مرة على الثورة ما يقارب سنة ؟!.

إنه يشاهد شعارات الثورة تظهر على الشاشة من حين إلى حين كما تظهر الإعلانات, ولكنه لا يلبث أن يعرف أن كل ما عدا تلك الشعارات تقريبا, لا يمثل من الثورة شيئا, بل لعله يرى أن البرنامج أكثر رجعية وبرجوازية مما كانت عليه في عهد تلفزيوننا الأول .

وذلك ما يجعل هذا التلفزيون مثل اولئك الذين يرفعون شعارات لا يؤمنون بها, فهم يقولون شيئا ويفعلون غيره إن لم يكن عكسه أحيانا .

أما من المسؤول عن ذلك, فما يمكنني التحديد ! .

لعلها روح التملق لطبقة من الناس مهمتها أن تتسلى أولا, لعله الارتزاق والكسب ولو بالتهريج, ولعلها عقلية بعض المسؤولين, الذين ما أحسوا ولن يحسوا بمعنى التفكير أو لعمل ثوري, لعله, ومن يدري, عدم وجود معدي برامج في مستوى الثورة .. المهم, انني كمشاهد أرى أن تلفزيوننا و يا للأسف في حالة الحاضر, وكما يمكن أن استقرئ من الواقع, لا يعني شيئا في عهد يسير على طريق الاشتراكية على الأقل .

أما ما هو الحل, فهذا ما أترك الجواب عليه للمسؤولين وربما لغير المسؤولين ؟!.