مسرح | سينما | دراما | مع الصحافة والنقاد | قول على قول | قيل في اسعد | قراءات | معلومات شخصية | صور شخصية | الاتصال بي


فرقعة بالونات في (براويظ) عمر حجو

دمشق- من رياض فاخوري

قدم المخرج نفسه، والمؤلف نفسه، بدأ العرض الثالث لمسرح الشوك في تابلوهات مسرحية انتقادية ضاحكة ومسلية عنوانها (براويظ).

و(براويظ) مجموعة من الانتقادات الجريئة تتهم وتعارض، تحرض وتكشف التركيبة السياسية والاقتصادية منذ 25 سنة في سورية، ابتداءً بالفوضى والإرهاب والتهافت على الأحزاب والوظائف، إلى المظاهر التعسفية والانتهازية في مواقف الأفراد اليومية واتجاهاتهم.

غير أن (براويظ) المسرحية التحريضية المباشرة تقف، كما بدت لي، إلى جانب مسرح الساعة العاشرة، ومسرح شوشو لانتقادي الشعبي في بيروت، وتتشابه معهما من حيث المنطلقات والأهداف والنتائج، لكنها تختلف من حيث الجو والبناء الدرامي الكوميدي العام للنص والممثل.

فهي، إلى حد، تتحايل على النص، وتختصر من العبارة السياسية التحريضية، ولا تسمي الأشياء بأسمائها مباشرة، حفاظاً على استمرارية العرض والتقديم، بينما مسرح الساعة العاشرة، ومسرح شوشو، هما أكثر جرأة ومواجهة للواقع والإنسان منها.

لكن هل هذا انتقاص من دور (براويظ) التحريضي الهجومي، وهروب من المجابهة الفعلية للواقع والإنسان في سورية؟

 

الابتعاد عن الخصوصيات:

أظن أن (براويظ) بداية. وبما أنها بداية فهي إمكانية تسعى إلى التحريض والتطوير. وبقدر ما هي تتحدى وتواجه الواقع العربي في انهياراته ومحرماته وتناقضاته السياسية والاجتماعية الكثيرة، فهي موجودة وفاعلة في كل شيء حولها، حتى في العادي من الكلام الذي تطلقه ولو كان جزئياً وعارضاً.

إنها صورة لما سوف يكون في حياتنا المسرحية القبلة. ولذلك فهي من هذه الناحية مشاركة عامة بين المؤلف والمخرج والممثلين والجمهور، ومحاولة للخروج من العام إلى الخاص، من المحلي إلى الشمول، ومحاولة للابتعاد، كما يقول مؤلفها عمر حجو، عن الخصوصيات والجزئيات والأوجاع العارضة.

وليست أهميتها، بعدئذ، في الصور الكوميدية أو الدرامية التي تقدمها، بل هي في المواجهة اليومية التي تقفها من الأحداث والأمراض السياسية والاجتماعية العارضة والمستفحلة في المجتمع العربي، وبخاصة السوري، ككل.

إنها تأتي من ضمن عروض مسرح الشوك الذي أهميته، كما يقول مخرج المسرحية أسعد فضة، كشكل وأسلوب مسرحي متميز، يغني الحركة المسرحية، وكمضمون يعالج الخطأ، ليساهم في عدم تكريسه، إذ لا شيء أخطر من السكوت عن الخطأ، لأن السكوت عنه يساعد على تكريسه واستمراره.

ويضيف: (إن أهمية الدور الذي يلعبه مسرح الشوك تأتي من معالجته للأحداث اليومية وكشف للأخطاء بفرقعة  بالونات الهواء الفاسد التي تأخذ أحجاماً في مناخ حياتنا، قبل أن تزداد وتتسع لتنفجر فجأة في يوم من الأيام وتفسد كل شي).