المخرج المسرحي السوري الأستاذ أسعد فضة مدير عام قطاع المسارح والموسيقى والفنون الشعبية بوزارة الثقافة السورية.. موجود هذه الأيام في البحرين في زيارة عمل.. بدعوة من وزارة الإعلام للتعاون مع مسرح الجزيرة لإخراج مسرحية (السعد) تأليف الكاتب المغربي أحمد الطيب العلج.. الفنان أسعد فضة من أبرز وأنشط الممثلين والمخرجين في القطر السوري الشقيق.. حيث قام بإخراج عدد من الأعمال المسرحية تتجاوز العشرين مسرحية، كما مثل أدواراً عديدة في المسرح والتلفزيون، والأدوار التي قام بتمثيلها كلها من الأدوار الصعبة مدور أوديب في مسرحية (أوديب ملكاً وأوديب في كولونا) لسوفوكليس، ودور (آل) في مسرحية (زيارة السيدة العجوز) لدورفات.. ودون جوان في مسرحية (دون جوان) لموليير.. ومن آخر أعماله الفنية في مجال الإخراج المسرحي هي مسرحية (الملك هو الملك) تأليف الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس التي عرضت في دمشق ابتداءً من أول شهر نوفمبر 77(تشرين الثاني) والتي لا تزال تعرض حتى الآن. وفي قاعة النشاط بمقر كشافة البحرين.. حيث يجري مسرح الجزيرة بروفات الحركة على مسرحية السعد.. كان لنا هذا اللقاء مع ضيف الفن في البحرين.. تحدث فيه عن زيارته للبحرين قائلاً.. · من خلال التقائي في ندوات مهرجان دمشق للفنون المسرحية هذا العام كان هناك تأكيد على تبادل الخبرات بين الأقطار العربية.. وطلب مسرح الجزيرة من وزارة الثقافة في سوريا أن أتعاون مع المسرح في إخراج عمل للمسرح خلال هذا الموسم.. وطبعاً وافقت الوزارة، كما رحبت أنا شخصياً بهذه الخطوة وبذلك ننقل ما يدور في اللقاءات المسرحية العربية من توصيات وأماني إلى المجال العملي، والآن أقوم بالتدريبات مع مسرح الجزيرة على مسرحية (السعد) والتي ستعرض خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الحالي.. وهذه الخطوة صورة صادقة لتعاون المسرحيين العرب خاصة وأن الكاتب مغربي والمخرج سوري.. والفرقة من البحرين.. إنها خطوة لتفاعل الخبرات التي يحتاج إليها مسرحنا العربي أمس الحاجة. ما هي انطباعاتك عن المسرح البحريني؟ · من خلال العروض التي قدمها المسرح البحريني في مهرجان دمشق نشعر بأن هناك جهوداً صادقة لخلق حركة مسرحية جادة في البحرين، ولكن لكل مسرحية مقوماتها، ولابد أن تتوفر لها الإمكانات المطلوبة، وعلى المسرحيين في البحرين أن يوفروا لحركتهم المسرحية مقوماتها والإمكانات الضرورية وبما يمكنهم من السرعة. المسرح في الخليج.. أين تضعه من المسرح العربي؟ · مع أني لا أحب التحديات الصارمة في مجال تصنيف المسارح في الأقطار العربية، إلا أننا إذا استثنينا الخطوة المتقدمة التي حققها المسرح في الكويت خلال السنوات الأخيرة. نستطيع القول بأن المسرح في الخليج لا يزال في بداية الطريق.. وفي رأيي يمكن أن تكون هذه النقطة ميزة للحركة المسرحية في الخليج، إذا استفادت هذه الحركة الشابة خلال مسيرتها من تجربة بعض المسارح الأخرى التي تيبس الدم في عروقها. ما هي أزمة المسرح العربي؟ · لعلك تذكر أن هذا السؤال كان موضوع ندوة مهرجان دمشق المسرحي للعام الماضي والتي وامتدت لمدة ثلاثة أيام وشارك فيها مسرحيون من جميع الأقطار العربية. وأعتقد أنه من الإجحاف الإجابة عن مثل هذا السؤال في لقاء سريع كهذا، إذ يحتاج الموضوع إلى بحث مطول يتناول مشاكل المسرح المتعلقة بالمخرجين والممثلين والكتاب والفنيين ودور العرض والجمهور، كما يتناول المناخ الفكري والسياسي والاجتماعي الذي يعيش فيه المسرح العربي كذلك علاقة المسرح بوسائل الإعلام الأخرى كالإذاعة والتلفزيون. ما الذي قدمه المسرح السوري للمسرح العربي؟ · أي حركة مسرحية في أي قطر عربي هي امتداد للحركة المسرحية العربية ككل ومكملة لها. فإذا أدركنا ما حققته الحركة المسرحية في سوريا للمسرح والفنان من تشريعات لحماية الفنان وخلق المناخ العلمي لعلمه ومنشآت فنية يستطيع من خلالها أن يعبر عن نفسه وقضيته بوضوح، وما تقدمه للمسرح العربي من خلال مهرجان دمشق وغيره من اللقاءات المسرحية، أدركنا جدية هذه الحركة المسرحية وتفاعلها مع المسرح العربي. بماذا تعرف المسرح؟ · عندما تتجه بالتفكير إلى تعريف المسرح.. غالباً ما يأتي التعريف قاصراً على الإحاطة بمفهوم المسرح وإبعاد معالمه. مهما كان نوع التعريف كأن يقول مثلاً المسرح جامعة شعبية أو غير ذلك من التعريفات، لأن عصرنا الحاضر – عصر العلم – الذي أحدث تحولاً كبيراً في عالمنا إذ سيطرت روح العلوم الجديدة على الحياة الإنسانية هذا العصر بمعطياته الجديدة أثر على المفاهيم الجديدة للمسرح. وإذا كان من قول في هذا المجال فنستطيع أن نقول أن المسرح على اختلاف وجهات النظر في تعريفه أو فهمه، لا يمكن أن يتوجه إلى فئة خاصة من الناس بل إلى الجماهير الواسعة العريضة ليعكس صوراً صادقة فعالة عن الواقع الذي تعيشه بقالب فني وبما يتوخاه المسرح من متعة وتسلية. وماذا عن مهرجان دمشق المسرحي القادم؟ · موعد انعقاد مهرجان دمشق المسرحي القادم في موعده المعتاد من 1 إلى 15 أيار (مايو 1978).. أما نظامه فهو النظام المعروف في كل دورة مع مراعاة إمكانية استضافة جميع الفرق العربية المشاركة طيلة أيام المهرجان وتخصيص عرض خاص من عروض كل فرقة للفنانين المشاركين والأدباء وقد يكون العرض الأول. المسرح التجاري في سوريا.. هل استطاع أن يعبر عن معاناة وآمال وتطلعات المسرح السوري؟ · لا يمكن لأي مسرح تجاري بالمفهوم المتعارف عليه لكلمة – تجاري – أن يعبر عما ذكرته. أما إذا كان المقصود نشاط القطاع الخاص في مجال المسرح، فإن هناك نشاطات مميزة وهي وجه من أوجه النشاطات في المسرح السوري وما يعكس المسرح السوري هي الحركة المسرحية ككل. ما هي الصيغة التي تراها مناسبة للنهوض بالمسرح العربي؟ · لا أسمح لنفسي بالتنظير للمسرح العربي، وعلى كل قطر عربي أن يبحث عن الصيغة التي يراها مناسبة للنهوض بمسرحه من خلال معطيات وواقع الحركة المسرحية لديه. ما هي آخر أعمالك الفنية في مجال التمثيل؟ · في مجال التمثيل على خشبة المسرح كان آخر أعمالي دوري في (يوميات مجنون) حيث إن المسرحية تقوم على ممثل واحد فقط، وقدمت في مهرجان دمشق المسرحي لهذا العام. والمسرحية من تأليف جوجول، وإعداد سعد الله ونوس وإخراج فواز الساجر. وفي التلفزيون آخر دور قمت به دور (زبداي) في مسلسل انتقام الزباء تأليف محمود دياب وإخراج غسان جبري. وأدوار متنوعة في مسلسل (الطريق إلى مكة) تأليف فواز الشعار وإخراج شكيب غنام.
|